نحو بلد متحضر وراقي ومسالم

الاثنين، 9 يناير 2012

نريد حكومة تحترم القيم الأنسانية


عندما تمر من امام احد مقرات تجمع الباحثين عن عمل ستشاهد طوابير طويلة وربما بعض المشاجرات والفوضى وستشاهد نساء وشباب يبدوا على وجوههم الانكسار وربما الخجل ايضا وستتذكر القذافي فورا وستتذكر ايامه وطوابيره واذلاله للشعب الليبي هكذا هم الليبيون في عهد القذافي يقفون في طوابير لانتظار الخبز او الدجاج يقفون في طوابير امام البنك وفي المطار وامام الجمعية  ................المهم طوابير طويله وكثيرة ( تنذكر وماتنعاد )
هذا الدعاء نردده دائما لعل الله ان يغير الأحوال ولكن يبدوا ان الحكومة الجديدة لازالت تصر على انتهاج نفس الاسلوب ونفس الطريقة التي كانت حكومة القذافي تتبعها ولذلك يقف الباحثون عن عمل  في طوابير او من غيرها في اماكن اخرى وقد اختار القائمون على هذا المشروع زمن محدد المدة ومن سيتخلف ستفوته الفرصه للحصول على مبلغ مالى نعرف انه زهيد سلفا وستفوته فرصة الحصول على عمل لذلك يتزاحم الجميع قبل ان  تفوت تلك الفرصة .
والحكومة الموقرة اختارت اماكن تجمع تطل على شوارع رئيسية كأن هذا الباحث عن عمل لايكفيه مافيه كما يقال لذلك يجب ان نزيد همه هما اخر وهو التشهير به وبفقره وحاجته ليراه كل ابناء مدينته وقد يشيرون اليه مسلمين عند مرورهم بسياراتهم بجانبه وهو واقف  ينتظر دوره. لماذا ؟ايها الساده المحترمون القائمون على خدمة هؤلاء الناس (السادة الوزراء ) لماذا لا تقيمون للمشاعر اى اعتبار لما تعرضون هذه الفئة لحرج امام مجتمعهم واهليهم واصدقاءهم .
هل تدرون ان هناك من يستحى ان يطلب هذه الخدمة التي توهب وكأنها احسان وان هناك من يرفض هذا الإذلال ويقبع في بيته صابرا ولعل سكان منطقة العزيزية في طرابلس يعرفون الشاب عبد البارى الذى رفض ان يقف في طوابير القذافي ليحصل على فرصتة بهذه الطريقه المهينة وعمل بكل الاعمال المشروعة وغيرها حتى جمع ثمن سيارة ليجول بها في شوارع العاصمة متهربا من كل رجال المرور لينقل الركاب بشكل غير رسمي (بدون ترخيص تاكسي) ولكن قدره وظلم القذافي كانا له بالمرصاد فتأتي الاحداث على سيارته وآخر امل له فل يستطع هذا الاربعيني ان يتحمل الفاجعة ويسقط ميتا قبل ان يحل العيد وقبل ان تنتصر الثورة .فهل ياترى انتصرت الثورة فعلا ولن تتكرر الاحداث كما تتكرر المشاهد الأن .هل ستتغير العقلية الحكومية ؟هل سيخرج علينا يوما ما مسوؤل يفكر في الانسان كقيمة  تحترم انسانيته قبل ان تلبى حاجاته .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق